الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ }

يقول تعالى ذكره: فما وجدنا في تلك القرية التي أخرجنا منها من كان فيها من المؤمنين غير بيت من المسلمين، وهو بيت لوط. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { فَمَا وَجَدْنا فيها غَيرَ بَيْت مِنَ المُسْلِمِينَ } قال: لو كان فيها أكثر من ذلك لأنجاهم الله، ليعلموا أن الإيمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فَمَا { وَجَدْنا فِيها غَيرَ بَيْتٍ مِنَ المُسْلِمِينَ } قال: هؤلاء قوم لوط لم يجدوا فيها غير لوط. حدثني ابن عوف، قال: ثنا المعتمر، قال: ثنا صفوان، قال: ثنا أبو المثنى ومسلم أبو الحيل الأشجعيّ قال الله: { فَمَا وَجَدْنا فِيها غَيرَ بَيْتٍ مِنَ المُسْلِمِينَ } لوطاً وابنتيه، قال: فحلّ بهم العذاب، قال الله: { وَتَرَكْنا فِيها آيَةً للَّذِينَ يَخَافُونَ العَذَابَ الألِيمَ }. وقوله: { وَتَرَكْنا فِيها آيَةً للَّذِينَ يَخَافُونَ العَذَابَ الألِيمَ } يقول: وتركنا في هذه القرية التي أخرجنا من كان فيها من المؤمنين آية، وقال جلّ ثناؤه: { وَتَرَكْنا فِيها آيَةً } والمعنى: وتركناها آية لأنها التي ائتفكت بأهلها، فهي الآية، وذلك كقول القائل: ترى في هذا الشيء عبرة وآية ومعناها: هذا الشيء آية وعبرة، كما قال جلّ ثناؤه { لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَآخْوَتِهِ آياتٌ للسَّائِلِينَ } وهم كانوا الآيات وفعلهم، ويعني بالآية: العظة والعبرة، للذين يخافون عذاب الله الأليم في الآخرة.