{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ } أي: قبل هؤلاء المشركين من قريش { مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً } أي: قوة، كعاد وفرعون وثمود { فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ } أي: فضربوا فيها وساروا وطافوا أقاصيها. قال امرؤ القيس:
لقد نقَّبتُ في الآفاق حتى
رَضِيتُ من الغنيمةِ بالإيَابِ
{ هَلْ مِن مَّحِيصٍ } أي: هل كان لهم، بتنقيبهم في البلاد، من معدل عن الهلاك الذي وعدوا به لتكذيبهم الحق. والضمير على هذا في (نقبوا) للقرن الذين هم أشد بطشاً، وجوز عوده لهؤلاء المشركين، أي: ساروا في أسفارهم في بلاد القرون، فهل رأوا لهم محيصاً حتى يتوقعوا مثله لأنفسهم؟. قال ابن جرير: وقرأت القراء قوله { فَنَقَّبُواْ } بالتشديد وفتح القاف، على وجه الخبر عنهم. وذُكر عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرأ " فنقِّبوا " بكسر القاف، على وجه التهديد والوعيد، أي: طوفوا في البلاد وترددوا فيها، فإنكم لن تفوتونا بأنفسكم.