يخبر تعالى أن حجته قامت على جميع الأمم، وأنه ما من أمة متقدمة أو متأخرة إلا وبعث الله فيها رسولاً، وكلهم متفقون على دعوة واحدة ودين واحد، وهو عبادة الله وحده لا شريك له { أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ } فانقسمت الأمم بحسب استجابتها لدعوة الرسل وعدمها قسمين، { فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ } فاتبعوا المرسلين علماً وعملاً، { وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلالَةُ } فاتبع سبيل الغَيِّ. { فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } بأبدانكم وقلوبكم { فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } فإنكم سترون من ذلك العجائب، فلا تجدون مكذباً إلا كان عاقبته الهلاك. { إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ } وتبذل جهدك في ذلك { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ } ولو فعل كلَّ سبب لم يهده إلا الله، { وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } ينصرونهم من عذاب الله ويقونهم بأسه.