الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ }

قوله: { لِمَن شَآءَ }: فيه وجهان، أحدُهما: أنه بدلٌ من " للبشر " بإعادة العامل كقولِه:لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ } [الزخرف: 33] ولِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ } [الأعراف: 75]. وأَنْ يتقدَّمَ مفعولُ " شاء " ، أي: نذيرٌ لمَنْ شاءَ التقدُّمَ أو التأخُّرَ، وفيه ذُكِرَ مفعولُ " شاء " وقد تقدَّم أنَّه لا يُذْكَرُ إلاَّ إذا كان فيه غَرابَةٌ. والثاني: وإليه نحا الزمخشري ـ وبه بدأ ـ أَنْ يكونَ " لمَنْ شاءَ " خبراً مقدَّماً، و " أَنْ يتقدَّم " مبتدأ مؤخراً قال: " كقولِك: لِمَنْ توضَّأَ أَنْ يُصَلِّي، ومعناه مطلقٌ لمَنْ شاء التقدُّمَ أو التأخُّرَ أَنْ يتقدَّم أو يتأخَّرَ " انتهى. فقوله " التقدُّمَ والتأخُّرَ " هو مفعولُ " شاء " المقدَّرِ، وقولُه " أَنْ يتقدَّمَ " هو المبتدأ. قال الشيخ: " وهو معنىً لا يتبادَرٌ الذِّهْنُ إليه وفيه حَذْفٌ ".