الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَٰتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ }

قوله تعالى: { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ }: " مِنْ آية " فاعل زيدت فيه " مِنْ " لوجود الشرطين فلا تَعَلُّق لها. و " من آيات " صفة لـ " آية " فهي في محل جرٍّ على اللفظ أو رفعٍ على الموضع. ومعنى " مِنْ " التبعيض.

قوله: { إِلاَّ كَانُواْ } هذه الجملةُ الكونيَّةُ في محل نصب على الحال، وفي صاحبها وجهان، أحدهما: أنه الضمير في " تأتيهم " والثاني: أنه " من آية " وذلك لتخصُّصِها بالوصف. " وتأتيهم " يحتمل أن يكون ماضيَ المعنى لقوله " كانوا " ويحتمل أن يكون " كانوا " مستقبلَ المعنى لقوله " تأتيهمْ ". واعلمْ أن الفعل الماضي لا يقع بعد " إلا " إلا بأحد شرطين: إمَّا وقوعِه بعد فعلٍ كهذه الآية الكريمة، أو يقترن بـ " قد " نحو: ما زيدٌ إلا قد قام ". وهنا التفات من خطابه بقوله: " خلقكم " إلى آخره إلى الغَيْبة بقوله: " وما تأتيهم ".