الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ }

قوله تعالى { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ } الآية ذكر في هذه الآية الكريمة أن الذين كفروا يعذبون يوم القيامة بشرب الحميم، وبالعذاب الأليم، والحميم الماء الحار، وذكر أوصاف هذا الحميم في آيات أخر، كقولهيَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } الرحمن 44، وقولهوَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُم } محمد 15، وقولهيُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ } الحج 19-20. وقولهوَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ } الكهف 29 الآية، وقولهفَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ } الواقعة 54-55. وذكر في موضع آخر أن الماء الذي يسقون صديد - أعاذنا الله وإخواننا المسلمين من ذلك بفضله ورحمته - وذلك في قوله تعالىمِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ } إبراهيم 16-17 الآية وذكر في موضع آخر أنهم يسقون مع الحميم الغساق، كقولههَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ } ص 57-58، وقولهلاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً } النبأ 24-25 والغساق صديد أهل النار - أعاذنا الله والمسلمين منها - وأصله من غسقت العين سال دمعها. وقيل هو لغة، البارد المنتن، والحميم الآتي الماء البالغ غاية الحرارة والمهل دردي الزيت أو المذاب من النحاس والرصاص ونحو ذلك، والآيات المبينة لأنواع عذاب أهل النار كثيرة جداً.