الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً }

قرأه الجمهور بكسرة همزة { وإنه }. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وأبو جعفر وخلف بفتح الهمزة كما تقدم في قولهوأنه تعالى جدّ ربنا } الجن 3 فقد يكون إيمانهم بتعالي الله عن أن يتخذ صاحبة وولداً ناشئاً على ما سمعوه من القرآن وقد يكون ناشئاً على إدراكهم ذلك بأدلة نظرية. والسفيه هنا جنس، وقيل أرادوا به إبليس، أي كان يلقنهم صفات الله بما لا يليق بجلاله، أي كانوا يقولون على الله شططاً قبل نزول القرآن بتسفيههم في ذلك. والشطط مجاوزة الحد وما يخرج عن العدل والصواب، وتقدم في قوله تعالىولا تشطط } في سورة ص 22. والمراد بالشطط إثبات ما نفاه قولهولن نشرك بربنا أحداً } الجن 2 وقولهما اتخذ صاحبة ولا ولداً } الجن 3 وضمير { وإنه } ضمير الشأن. والقول فيه وفي التأكيد بـ إن مكسورةً أو مفتوحة كالقول في قولهوإنه تعالى جد ربنا } الجن 3 الخ.