الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً }

والشطط: البعيد المفرط في البعد، قال عنترة في معلقته:
شطت مزار العاشقين فأصبحت   عسراً على طلابها ابنة مخرم
وروي:
حلت بأرض الزائرين فأصبحت   
وأُنشد أيضاً لغيره:
شط المزار بجذوى وانتهى الأمل   
ففي كلا البيتين الشطط الإفراط في البعد، إذ في الأول قال: فأصبحت عسراً علي طلابها، وفي الثاني قال: وانتهى الأمل، وقد بين القرآن أن المراد بالشطط البعد الخاص، وهو البعد عن الحق، كما في قوله تعالى:فَٱحْكُمْ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ } [ص: 22].

ومنه البعد عن حقيقة التوحيد إلى الشرك، وهو المراد هنا كما في سورة الكهف في قوله:لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـٰهاً لَّقَدْ قُلْنَآ إِذاً شَطَطاً } [الكهف: 14] لأن دعاءهم غير الله أبعد ما يكون عن الحق.

ويدل على أن المراد هنا ما جاء في هذه السورة { فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً }.