الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ }

قوله: { بَغْتَةً }: في موضعِ نصبٍ على الحالِ أي مباغتةً. والضميرُ في " تَأْتيهم " يعودُ على النار. وقيل: يعودُ على الحين لأنه في معنى الساعة. وقيل: على الساعةِ التي يُصَيِّرهم فيها إلى العذابِ. وقيل: على الوعد؛ لأنَّه في معنىٰ النار التي وُعِدُوها، قاله الزمخشري وفيه تكلُّفٌ.

وقرأ الأعمش: " بل يَأْتيهم " بياء الغَيْبة. " بَغَتة " بفتح الغين. " فيَبْهَتُهُمْ " بالياء أيضاً. فأمَّا الياءُ فَأعاد الضميرَ على الحين أو على الوعد. وقال بعضُهم: " هو عائدٌ على النار، وإنما ذكَّر ضميرها لأنها في معنى العذاب، ثم راعىٰ لفظ النار فأنَّثَ في قوله: " رَدَّها ".

وقوله: { بَلْ تَأْتِيهِم } إضرابُ انتقالٍ. وقال ابن عطية: " بل " استدراكٌ مقدرٌ قبلَه نفيٌ، تقديرُه: " إنَّ الآياتِ لا تأتي على حَسَب اقتراحهم ". وفيه نظرٌ؛ لأنه يَصيرُ التقديرُ: لا تأْتيهم الآياتُ على حسبِ اقتراحِهم، بل تأتيهم بغتةً، فيكون الظاهرُ أن الآياتِ تأتي بغتةً، وليس ذلك مُراداً قطعاً. وإنْ أراد أن يكونَ التقديرُ: بل تَأتيهم الساعةُ أو النارُ فليس مطابقاً لقاعدةِ الإِضراب.