قوله تعالى: { فلا أقسم } «لا» ردٌّ لكلام المشركين، كأنه قيل: ليس الأمر كما يقول المشركون { أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون } وقال قوم: «لا» زائدة مؤكدة. والمعنى: أقسم بما ترون، وما لا ترون، فأراد جميع الموجودات. وقيل: الأجسام والأرواح { إنه } يعني: القرآن { لَقَوْلُ رسولٍ كريمٍ } فيه قولان. أحدهما: محمد صلى الله عليه وسلم، قاله الأكثرون. والثاني: جبريل، قاله ابن السائب، ومقاتل. قال ابن قتيبة: لم يرد أنه قول الرسول، وإِنما أراد أنه قول الرسول عن الله تعالى، وفي الرسول ما يدل على ذلك، فاكتفى به من أن يقول عن الله { وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون } وقرأ ابن كثير. «يؤمنون» و«يَذَكَّرون» بالياء فيهما. قال الزجاج: «ما» مؤكدة، وهي لغو في باب الإعراب. والمعنى: قليلاً تؤمنون. وقال غيره: أراد نفي إيمانهم أصلاً. وقد بيَّنَّا معنى «الكاهن» في [الطور: 29] قال الزجاج: وقوله تعالى: «تنزيل» مرفوع بـ «هو» مضمرة يدل عليها قوله تعالى: «وما هو بقول شاعر» هو تنزيل.