الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّٰيَ فَٱرْهَبُونِ }

{ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } اي اذكروا معونتى في طاعتكم وهدايتى قبل مجاهدتكم وما كشف لكم من اسرار معرفتى حتى لا تغتروا بمعاملتكم وقال بعضهم ربط بنى اسرائيل بذكر النعمة واسقط عن امة محمد صلى الله عليه وسلم ذلك فَدَعَاهم إذا ذكره فقال اذكرونى اذكركم لتكون نظر الامة من النعمة الى المنعم ونظر امة محمد صلى الله عليه وسلم من المنعم الى النعمة وقال سهل بن عبد الله اراد الله ان يخص امة محمد صلى الله عليه وسلم بزيادة على الامم كما خَضَ نبيِهَّم عليه السلام بزيادةٍ على الانبياء فقال للخليل عليه السلام وكذلك نُرِىَ ابراهيم ملكوت السماوات والارض وقطع سر محمد صلى الله عليه وسلم ورؤيته عّما سواه فقال الم تَرَ الى ربك قوله { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } اي اوفُوا بما نقشت في قلوبكم من حقائق الهامى وخطابى في جميع الاحوال بامتثال امرى اوف بكشف جمالى لكم حين احتَجِبتم عن وصالى وقربى وايضا اوفوا بما اعطيكم من استعداد معرفتى وعمارة موقع نظرى اوف باَنْ اطّلعكم على خزائن سِترّى وحقائق علمى في سَوَائر غيبى وقال بعض البغدادين اوفوا بعهدى الَّذى عَهَدُتم يعنى في الميثاق الاوّل بلفظ بلى فلا ترجعوا في طلب الشئ الى غيرى وقيل اوفوا بعهدي احفِظوا ودائعى عندكم لا تظهروها الا عند اهلها اوف بعهدكم ابيح لكم مفاتيح خزائن برّى وانزلكم منازل الاصفياء وقال ابو عثمان اوفوا بعهدى في التوكل اوف بعهدكم بكفاية مهماتكم وقال ابو سعيد القرشى اوفوا بعهدى في حفظ اداب الظاهر اوف بعهدكم بتزيين سرائركم وقال بعض العراقيين اوفوا بعهدى فى العبادات اوف بعهدكم اوُصلكم الى منازل الرعايات وسئل ابو عمرو البيكنَدىّ عن قوله اوفوا بعهدى فقال وفاءُ العهد الامانة وهُوَان لا يخالِفَ سريرتَك علانيتك لانّ القلب امانة والوفاء بالامانة الاخلاص فى العمل فمن لم يخلص لا نقيم له يوم القيامة وزناً { وَإِيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } هذا خطاب الخاص من الخاص الى الخاص امرهم باجلال نفسه بخصائص التعظيم مع لب اليقين خوفا منه به لاعنه فانه جلّ وعزّ خوفهم بنفسه لاعن نفسه وقال سهل بن عبد الله ايّاي فارهبون موضع اليقين ومعرفته واياي فاتقون موضع العلم السابق وموضع المكر والاستدراج.