* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق
{ (30) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } فانّ الكلّ بصدد الموت.
{ (31) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }.
القمّي يعني أمير المؤمنين عليه السلام ومن غصبه حقّه.
{ (32) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ } قال يعني بما جاء به رسول الله صلّى الله عليه وآله من الحقّ وولاية أمير المؤمنين عليه السلام { أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوىً } مقام { لِلْكَافِرِينَ }.
(33) وَالَّذِى جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }.
في المجمع عنهم عليهم السلام والقمّي جاء بالصدق محمد وصدّق به أمير المؤمنين عليه السلام.
{ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ }.
(35) لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَءَ الَّذِى عَمِلُوا } فضلاً عن غيره { وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِى كَانُوا يَعْمَلُونَ } فيعد لهم محاسن اعمالهم بأحسنها في زيادة الأجر وعظمه لفرط اخلاصهم فيها.
{ (36) أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } وقرئ عباده { وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ } قيل قالت قريش انّا نخاف ان تخبلك آلهتنا لعيبك ايّاها.
والقمّي يعني يقولون لك يا محمد اعفنا من عليّ عليه السلام ويخوّفونك بأنّهم يلحقون بالكفّار { وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.
{ (37) وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ } اذ لا رادّ لفعله { أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ } غالب منيع { ذِى انْتِقَامٍ } ينتقم من أعدائه.
{ (38) وَلَئِنْ سَئَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ } لوضوح البرهان على تفرّده بالخالقيّة { قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرَادَنِى اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ } أي أرأيتم بعد ما تحقّقتم انّ خالق العالم هو الله انّ آلهتكم ان اراد الله ان يصيبني ضرّاً هل يكشفنّه { أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ } بنفع { هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ } فيمسكنّها عنّي وقرئ بتنوين التّاءين ونصب المفعولين { قُلْ حَسْبِىَ اللهُ } كافياً في اصابة الخير ورفع الضّرر وروي انّ النبيّ صلّى الله عليه وآله سألهم فسكتوا فنزلت وفي ايراد الضمائر مؤنّثات على ما يصفونها به تنبيه على كمال ضعفها { عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ } لعلمهم بأنّ الكلّ منه.
{ (39) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ } على حالكم وقرئ مكاناتكم { إِنّى عَامِلٌ } أي على مكانتي { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }.
{ (40) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } من المغلوب في الدّارين فإن خزي أعدائه دليل غلبته وقد أخزاهم الله يوم بَدر { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ } دائم وهو عذاب النار.
{ (41) إِنّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنّاسِ } لمصالحهم في معاشهم ومعادهم { بِالْحَقِّ } متلبّساً به { فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ } نفع به نفسه { وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } فانّ وباله لا يتخطّاها { وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ } لتجبرهم على الهدى وانّما عليك البلاغ.