الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَـٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَـٰلَمِينَ }

{ وَإِذْ } عطف على إذا، ويستأنف باذكر محذوف. { قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ } جبريل، وفيه ما مر كله فى قولهفنادته الملائكة } ويقوى أن المتكلم لها جبريل، قوله تعالىفأرسلنا إليها روحنا.. } الآية. { يامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَآءِ الْعَالَمِينَ } كلمها الملائكة بألسنتهم بلا واسطة، وذلك كرامة لها من الله جل جلاله، لأن الصحيح ثبوت كرامة الأولياءن وليست بنبيه، لأنه ليس كل من تكلم له ملك نبياً، وكم ولى وكافر تكلم له نبى، ولا نبية فى النساء، قال الله عز وجلوما أرْسَلْنَا قَبْلَكَ إلاَّ رِجَالاً نوحى إليهم } والنبوة كالرسالة، وذلك بإجماع الأمة إلا خلافاً شاذاً، فى نبوة النساء. وقيل قول الملائكة لها إلهام، كقوله تعالىوأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه } وأنكرت المعتزلة كرامة الأولياء، فقال الكعبي منهم ذلك إرهاص لرسالة عيسى عليه السلام، وهو تقدم ما يشبه المعجزة على دعوى النبوة، كإظلال الغمام لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكلم الحجارة له، وقال الجمهور منهم إن ذلك معجزة لزكريا عليه السلام، قيل معنى الاصطفاء الأول اصطفاؤها بتقبلها صغيرة، وبقبولها منذورة محررة، ولم يحرر قبلها أنثى فى ذلم الباب، ويبعث رزقها من الله من جنته، وكفالة نبى الله زكريا عليه السلام، وتفريغها للعبادة، ومعنى الاصطفاء الثانى أن الله وهب لها عيسى عليه السلام من غير اب، وأسمها كلام الملائكة وجعل ابنها آية للعالمين، وتبرئتها مما قذفتها اليهود بإنطاق الطفل، وهدايتها. والذى عندى أن ذلك كله هو الاصطفاء الأول، وحاصلة ما ليس نفي عبادة إلا الهداية. والثاني هو توفيقها للعبادة الكثيرة، وتصفية قلبها أخبرها أنه يوفقها لذلك، وصفاء القلب. ومعنى { طهرك } أنه طهرها من مسيس الرجال، والحيض فإنها لا تحيض وما يستقذر من الأفعال، وقيل طهرك من الذنوب، وقيل ما رمتها به اليهود، وعن الحسن طهرك من الكفر، وقال مجاهد جعلك طيبة أيما وعنه طهرك مما يصم النساء فى خلق أو خلق أو دين، وقال الزجاج قد جاء التفسير أن معناه طهرك من الحيض والنفاس. والمراد بـ { الْعَالَمِينَ } عالو زمانها أو على غير فاطمة وخديجة، رضى الله عنهما، وآسية. وعن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سيدة نساء العالمين مريم، ثم فاطمة، ثم خديجة، ثم آسية " وهذا يدل على ترتيبهن فى الفضل، هكذا وإن مريم فضل نساء بنى آدم. وعن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلدن وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وآسية امرأة فرعون " وهذا فيه نص على أن الأربع أفضل نساء الدنيا، ولم يذكر فيه التفضيل بينهنن وكذلك روى على بن ابى طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2