الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ }

{ مُهْطِعِينَ } أي: مسرعين إلى الداعي الذي يدعوهم إلى المحشر. وهذا بيان لكيفية قيامهم من قبورهم، وعجلتهم إلى المحشر كقوله تعالى:مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ } [القمر: 8] وقوله:يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ سِرَاعاً } [المعارج: 43].

{ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } أي: رافعيها إلى السماء { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } أي: لا يطرفون. ولكن عيونهم مفتوحة ممدودة من غير تحريك للأجفان { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } أي: لا قوة فيها، ولا ثبات، لشدة الفزع.

قال الزمخشريّ: الهواء الخلاء الذي لم تشغله الأجرام، فوصف به فقيل: قلب فلان هواء، إذا كان جبانا لا قوة في قلبه ولا جراءة. ويقال للأحمق أيضاً: قلبه هواء. والمعنى: أن القلوب يومئذ زائلة عن أماكنها. والأبصار شاخصة. والرؤوس مرفوعة إلى السماء من هول ذلك اليوم وشدته وخوف ما يقع فيه.