قوله: { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } أي: القرآن { قَالُوا مَا هذَا } يعنون محمدًا صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هذَا } أي: القرآن { إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرىً } أي: إلا كذب افتراه محمد. قال الله: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ } أي: للقرآن { لَمَّا جَآءَهُمْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }. قال الله: { وَمَآ ءَاتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَّدْرُسُونَهَا } أي: يقرأونها، أي: بما هم عليه من الشرك. { وَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ } كقوله:{ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } [القصص: 46] أي: من نذير من أنفسهم، يعني قريشاً. قال الحسن: كان موسى حجة عليهم. قال: { وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي: من قبل قومك يا محمد. { وَمَا بَلَغُوا } أي: وما بلغ هؤلاء { مِعْشَارَ مَآ ءَاتَيْنَاهُمْ } أي: عشر ما آتيناهم من الدنيا، يعني الأمم السالفة. وقال في آية أخرى:{ كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً } [التوبة: 69]. [ذكروا عن الحسن قال: { وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَآ ءَاتَيْنَاهُمْ } قال: ما عملوا معشار ما أمروا به]. قال: { فَكَذَّبُوا رُسُلِي } فأهلكتهم { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي: فكيف كان عقابي؛ على الاستفهام. أي: كان شديداً. يحذّرهم أن ينزل بهم مثل ما نزل بهم. قال الله: { قُلْ } يا محمد { إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ } أي: بلا إله إلا الله. يقوله للمشركين { أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى } يقول: أن تقوموا واحداً واحداً أو اثنين اثنين { ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم } أي: بمحمد صلى الله عليه وسلم { مِّن جِنَّةٍ } أي: من جنون { إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم } أي: من العذاب { بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } يعني عذاب جهنم. أي: أرسل محمداً بين يدي عذاب شديد. ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما مثلي ومثل الساعة كهاتين، فما فضل إحداهما على الأخرى، فجمع بين أصبعه السّبّابة والوسطى ".