الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ } * { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } * { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }

قوله تعالى: { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ } يريد: قوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب وغيرهم.

قوله تعالى: { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا } قرأ ابن كثير وأبو عمرو: " تترىً " بالتنوين، وقرأ الباقون بغير تنوين.

قال ابن قتيبة: المعنى: تُتَابع بفتْرَةٍ بين كل رسولين، وهو من التواتر. والأصل: وَتْرَى، فقبلت الواو تاء.

قال الأصمعي: وَاتَرْتُ الخبر: أتْبَعْتُ بعضَه بعضاً، وبين الخبرين هُنَيَّة.

قال اللغويون: [ومما] يضعه العامة غير موضعه قولهم: تَواتَرَتْ كُتبي إليك، يعنون: اتصلتْ من غير انقطاع، فيضعون التواتر في موضع الاتصال، وذلك غلط، إنما التواتر مجيء الشيء ثم انقطاعه ثم مجيئه. ومنه قول أبي هريرة: " لا بأس بقضاء رمضان تَتْرَى " ، أي: مُتقطّعاً.

وحجّة من لم يصرف أنه جعل ألفها للتأنيث، كالعَدْوى والدَّعْوى والذِّكْرى، ومن صَرَفَ قال الزجاج: معناه: وَتْراً، فأبدل التاء من الواو.

وقال أبو علي: جعله فَعْلَى من المواترة.

وقال المبرد: من قرأ " تترى " فهو مثل سَكْرى، ومن قرأ تتراً فهو مثل: شكوت شكواً.

قوله تعالى: { كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً } قال مقاتل: يعني في العقوبة والإهلاك.

{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ } قال أبو عبيدة: يُتَمثّل بهم في الشر، ولا يقال في الخير: جعلته حديثاً.