{ سَأُصْلِيهِ } سأدخله في الآخرة يعني الوليد بن المغيرة { سَقَرَ } وهو الباب الرابع من النار { وَمَآ أَدْرَاكَ } يا محمد { مَا سَقَرُ لاَ تُبْقِي } لهم لحماً إلا أكلته { وَلاَ تَذَرُ } إذا أعيدوا خلقاً جديداً أكلتهم أيضاً { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } شواهة لأبدانهم ويقال مسودة لوجوههم { عَلَيْهَا } على النار { تِسْعَةَ عَشَرَ } ملكاً خزان النار { وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ } ما سلطنا على أهل النار { إِلاَّ مَلاَئِكَةً } يعني الزبانية { وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ } ما ذكرنا قلتهم قلة خزان { إِلاَّ فِتْنَةً } بلية { لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة يعني أبا الأشد بن أسيد بن كلدة حيث قال أنا أكفيكم سبعة عشر تسعة على ظهري وثمانية على صدري فاكفوا أنتم عني اثنين { لِيَسْتَيْقِنَ } لكي يستيقن { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا الكتاب التوراة يعني عبد الله بن سلام وأصحابه لأن في كتابهم كذلك عدة خزان النار { وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِيمَاناً } يقيناً إذا علموا أن ما في كتابنا مثل ما في التوراة { وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ } لا يشك الذين { أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } عبد الله بن سلام وأصحابه إذا لم يكن خلاف ما في كتابهم التوراة { وَٱلْمُؤْمِنُونَ } أيضاً إذا لم يكن خلاف ما في التوراة { وَلِيَقُولَ } لكي يقول { ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } شك ونفاق { وَٱلْكَافِرُونَ } يعني اليهود والنصارى ويقال كفار مكة { مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً } بهذا المثل إذ ذكر قلة الملائكة { كَذَٰلِكَ } هكذا { يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ } بهذا المثل من كان أهلاً لذلك { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } بهذا المثل من كان أهلاً لذلك { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ } من الملائكة { إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ } يعني سقر { إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ } عظة للخلق أنذرتهم { كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ } أقسم بالقمر { وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } ذهب { وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } أقبل ويقال استضاء { إِنَّهَا } يعني سقر { لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } باب من أبواب النار منها جهنم وسقر ولظى والحطمة والسعير والجحيم والهاوية { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } أنذرتهم ويقال محمد صلى الله عليه وسلم نذير للبشر يرجع إلى أول السورة إلى قوله قم فأنذر نذيراً للبشر مقدم ومؤخر { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ } إلى خير فيؤمن { أَوْ يَتَأَخَّرَ } عن شر فيترك ويقال أو يتأخر عن خير فيكفر وهذا وعيد لهم { كُلُّ نَفْسٍ } كافرة { بِمَا كَسَبَتْ } في الكفر { رَهِينَةٌ } مرتهنة في النار أبداً { إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ } أهل الجنة فإنهم ليسوا كذلك ولكنهم { فِي جَنَّاتٍ } في بساتين { يَتَسَآءَلُونَ عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ } يسألون أهل النار ويقولون يا فلان { مَا سَلَكَكُمْ } ما الذي أدخلكم { فِي سَقَرَ قَالُواْ } يعني أهل النار { لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ } من أهل الصلوات الخمس المسلمين { وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ } لم نحث على صدقة المساكين ولم نك من أهل الزكاة والصدقة { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ } مع أهل الباطل { وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } بيوم الحساب أن لا يكون { حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ } الموت { فَمَا تَنفَعُهُمْ } يقول الله لا تنالهم { شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ } يعني شفاعة الملائكة والأنبياء والصالحين { فَمَا لَهُمْ } لأهل مكة { عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ } عن القرآن { مُعْرِضِينَ } مكذبين به { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ } مذعورة ويقال ذاعرة إن قرأت بخفض الفاء { فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } من أسد ويقال من الرماة ويقال من عصبة الرجال { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ } يعطى { صُحُفاً مُّنَشَّرَةً } كتاباً فيه جرمه وتوبته حيث قالوا ائتنا بكتاب فيه جرمنا وتوبتنا حتى نؤمن بك { كَلاَّ } حقاً لا يعطى ذلك { بَل لاَّ يَخَافُونَ ٱلآخِرَةَ } عذاب الآخرة { كَلاَّ } حقاً يا محمد { إِنَّهُ } يعني القرآن { تَذْكِرَةٌ } عظة من الله { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } فمن شاء الله أن يتعظ بالقرآن اتعظ { وَمَا يَذْكُرُونَ } ما يتعظون { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ } أهل أن يتقى فلا يعصى { وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ } أهل أن يغفر لمن اتقى وتاب أهل المغفرة إذا قامت القيامة.