الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ }

قوله تعالى { وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } السّكون فى اوطان الظلم من اهلية فطرة النفس الامارة اليها وسجيات الشهوات تميل الى محلها من الافات لتزيد حظوظ هواها ومن لم يخرج نفسه فى زمان الارادة من جوار المدعين تعودت نفسه عادة الظلم فى الدعاوى الباطلة ويقع عليه ما وقع على المدعين الكاذبين قال ابو عثمان مجاورة الفساق واهل المعاصى من غير ضرورة من فسق كامن ومعصية مستترة فى القلب لان الله خاطب قوما من عباده فقال { وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } ولم يعذر من قام فيها فقالأَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا } ويقال ان معاشرة اهل الهوى والفسق ومجاورتهم مشاركة لهم فى فعلهم ويستقبل فاعله ما استقبلهم.