الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } * { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً }

{ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا } أي: أزلناه بعد ما أنشأناه ممتداً، ومحوناه بمحض قدرتنا ومشيئتنا عند إيقاع شعاع الشمس موقعه { قَبْضاً يَسِيراً } أي: على مهل، قليلاً قليلاًَ حسب ارتفاع دليله على وتيرة معينة مطردة مستتبعة لمصالح المخلوقات ومرافقها. وفي هذا القبض اليسير، شيئاً بعد شيء، من المنافع ما لا يعد ولا يحصر. ولو قبض دفعة واحدة، لتعطلت أكثر مرافق الناس بالظل والشمس جميعاً، { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً } أي: ساتراً كاللباس { وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً } أي: راحة للأبدان تستعيض به ما خسرته من قواها { وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً } أي: زمان انتشار لطلب المعاش.