{ اسْتَجيبُوا لربكُم } إذا دعاكم لما به النجاة على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم { مِن قبل أن يأتي يَومٌ لا مَردَّ له } لا رد له، واسم لا مشبه بالمضاف لتعلقه به، ومع ذلك لم ينصب منونا، بل بنى كالمفرد، وقيل معرب لم ينون لنية لفظ المضاف إليه، ومثل هذا وارد فى مواضع فى القرآن، مثل{ ملجأ من الله } [التوبة: 118] و{ لا تثريب عليكم } [يوسف: 92] وكثير فى الحديث مثل قوله صلى الله عليه وسلم: " لا مانع لما أعطيت " وقوله: " لا معطي لما منعت " وقوله: " لا حول عن معاصي الله إلا بعصمة من الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون من الله " وفى سائر الكلام، وابن مالك أجاز ذلك فى التسهيل والتنوين، والنصب فى ذلك أولى، والمانع يقول: تلك الظروف خبر للا، أى لا مرد ثابت له، وقد كثر الاخبار فى القرآن عن المصدر بما ظاهره التعلق بذلك المصدر، وهو متعين فى قوله تعالى:{ وأن إلى ربك المنتهى } [النجم: 42] لتقدم الظرف، أو بمحذوف نعت لاسم لا، والخبر قوله: { مِن الله } وعلى أن الخبر له يتعلق من به أو بمتعلقه، وكذا إن جعل له نعتا، ويجوز تعليق من بيأتى. { مَا لَكُم مِن مَلجإ يَومئذٍ } يخلصكم من العذاب، وهو اسم مكان أو مصدر أو زمان، أى مالكم للنجاة وقت، بل تخلدون { ومَالَكُم مِن نَكيرٍ } اسم مصدر، أى إنكار أو مصدر للثلاثى لوروده كقوله تعالى:{ نكرهم } [هود: 70] ولا ينافى ذلك إنكارهم بقولهم:{ والله ربنا ما كنا مشركين } [الأنعام: 23] لأن انكارهم كلا إنكار لعدم فععه، وتكذيب الجوارح له، أو ينكرون فى موقف، ولا ينكرون فى آخر، أو مالكم فى قلوبكم من نكير.