الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً }

{ وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً } أي: مصطفين مترتبين في المواقف، لا يحجب بعضهم بعضاً، كل في رتبته، قاله القاشانيّ. وقال أبو السعود: { صَفَّاً } أي: غير متفرقين ولا مختلطين. فلا تعرّض فيه لوحدة الصف وتعدّده. قال الزمخشري: شبهت حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان، مصطفين ظاهرين. يرى جماعتهم كما يرى كل واحد. لا يحجب أحدٌ أحداً { لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي: بلا مال ولا بنين. أو لقد بعثناكم كما أنشأناكم. والكلام على إضمار القول. أي: وقلنا. تقريعاً للمنكرين للمعاد، وتوبيخاً لهم على رؤوس الأشهاد { بَلْ زَعَمْتُمْ } أي: بإنكاركم البعث { أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً } أي: وقتاً لإنجاز ما وعدناكم من البعث والنشور والحساب والجزاء. فلم يعملوا لذلك أصلاً، بل عملوا ما يزدادون به افتضاحاً. و { بَلْ } للخروج من قصة إلى أخرى. فالإضراب انتقاليّ، لا إبطاليّ.