قوله: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً }. يحتمل قوله: { شَٰهِداً } على تبليغ الرسالة يشهد لهم بالإجابة له إذا أجابوه، ويشهد عليهم إذا ردوه وخالفوه. وقال بعضهم: { شَٰهِداً } على أمتك بالتصديق لهم، وقيل: { شَٰهِداً } عليهم بالبلاغ. وقوله: { وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } ، أي: يبلغ إليهم ما يكون لهم البشارة إن أطاعوه، ويبلغ إليهم أيضاً ما يستوجبون به النذارة إذا خالفوه، والبشارة هي: إخبار عن الخيرات التي تكون في عواقب الأمور الصالحة، والنذارة: إخبار عن أحزان تكون في عواقب الأمور السيئة، أو نحوه من الكلام. وقوله: { وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ }. يحتمل قوله: { وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ } إلى توحيد الله، وإلى طاعة الله، أو إلى دار السلام؛ كقوله:{ وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ } [يونس: 25]، أو إلى ما يدعو الله إليه. وقوله: { بِإِذْنِهِ } ، قيل: بأمره. وقوله: { وَسِرَاجاً مُّنِيراً }: اختلف فيه: قال بعضهم: هو صلة قوله: { إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } ، وجعلناك { وَسِرَاجاً مُّنِيراً }؛ فالسراج المنير هو الرسول على هذا التأويل. وقال بعضهم: السراج المنير هو القرآن، يقول: أرسلناك داعياً إلى الله وإلى السراج المنير، وهو هذا. وقوله: { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً }. فيه دلالة أن البشارة إنما تكون بفضل من الله، لا أنهم يستوجبون بأعمالهم شيئاً من ذلك، والله أعلم. وقوله: { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ }. هذا قد ذكرناه في أول السورة. وقوله: { وَدَعْ أَذَاهُمْ }. هذا يحتمل: أعرض عنهم، ولا تكافئهم بما يؤذونك. أو أن يقول: { وَدَعْ أَذَاهُمْ } ، أي: اصبر على أذاهم. وقوله: { وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ } ، أي: اعتمد بالله. { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً } ، أي: كفى بالله معتمداً. أو أن يقال: كفى بالله وكيلا، أي: حافظاً أو مانعاً، والله أعلم.