الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ }

قوله: { أَقْنَىٰ }: قال الزمخشريُّ: " أعطى القُنْيَة وهي المالُ الذي تَأَثَّلْتَه وعَزَمْتَ أن لا يَخْرُج مِنْ يَدِك ". قال الجوهري: " قَنِيَ الرجلُ يَقْنَى قِنَىً، مثلَ: غنِيَ يَغْنَى غِنَى ". ثم يتعدَّى بتغييرِ الحركة فيقال: قَنَيْتُ مالاً أي: كَسَبْتُه، وهو نظير: شَتِرَتْ عينُه بالكسر وشَتَرَها اللَّهُ بالفتح، فإذا دَخَلَتْ عليه الهمزةُ أو التضعيفُ اكتسب مفعولاً ثانياً فيقال: أَقْناه الله مالاً، وقَنَّاه إياه أي: أَكْسَبه إياه، قال الشاعر:
4137ـ كم مِنْ غنيٍّ أصاب الدهرُ ثَرْوَته   ومِنْ فقيرٍ تَقَنَّى بعد إقْلالِ
أي: تقنَّى مالاً، فحذف الثاني، وحُذِفَ مفعولا أغْنى وأَقْنى؛ لأنَّ المرادَ نسبةُ هذين الفعلين إليه وحدَه وكذلك في باقيها.

وألفُ " أَقْنى " عن ياءٍ لأنه مِنَ القُنِيْةِ قال:
4138ـ ألا إنَّ بَعْد العُدْمِ للمَرْءِ قُنِيَةً   ........................
وقيل: أقْنى أَرْضَى. قال الراغب: " وتحقيقُه: أنه جَعَلَ له قُنْية من الرضا وقَنَيْتُ كذا واقْتَنَيْتُه قال:
4139ـ........................   قَنِيْتُ حَيائي عِفَّةً وتَكَرُّما