الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ }

قوله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي } أي: ائذن لي في القعود ولا تفتني بالخروج، وذلك " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجَدّ بن قيس الأنصاري السلمي: هل لك في جلاد بني الأصفر -يعني: الروم- لعلك تغنم بعض بناتهم؟ فقال: يا رسول الله! ائذن لي ولا تفتني بذكر النساء، فقد علم قومي أنني مغرم بهن، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: قد أذنت لك ".

قال ابن عباس: اعتلّ، لم تكن له عِلَّة إلا النفاق.

{ أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ } يعني: فتنة التخلف عنك.

قال ابن عباس: هي الكفر.

{ سَقَطُواْ } وقعوا.

ولما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني سلمة: " من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: جد بن قيس على بخل فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم الأبيض الجعد بشر بن البراء بن معرور " هكذا ذكره ابن إسحاق والزهري.

وقال الشعبي وابن عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل سيدكم عمرو بن الجموح ".

والأول أكثر عند أهل العقل. وفي ذلك يقول حسان بن ثابت:
وقال رسول الله والحق لاحق    بمن قال منا: مَنْ تعدّون سيدا فقلنا له: جد بن قيس على الذي
نبخله فينا وإن كان أنكدا   فقال: وأيّ الداء أدوى من الذي
رميتم بها جداً وغلّ بها يدا    وسوَّد بشر بن البراء لجوده
وحُقَّ لبشر ذي الندا أن يُسوَّدا   إذا ما أتاه الوفد أنهب ماله
وقال: خذوه إنه عائد غدا    
قوله تعالى: { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ } أي: محدقة بهم يوم القيامة.