{ ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات } بالمطر { وليذيقكم من رحمته } نعمته بالمطر يُرسلها { ولتجري الفلك بأمره } وذلك أنَّها تجري بالرِّياح { ولتبتغوا من فضله } بالتِّجارة في البحر، وقوله: { فانتقمنا من الذين أجرموا } أَيْ: عاقبنا الذين اشركوا { وكان حقاً عليناً نصر المؤمنين } في العاقبة، وكذلك ننصرك في العاقبة على مَنْ عاداك. { الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً } تُزعجها وتُخرجها من أماكنها { فيبسطه } الله { في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً } قطعاً. يريد أنَّه مرَّةً يبسطه، ومرَّةً يقطعه { فترى الودق } المطر { يخرج من خلاله } وسطه وشقوقه { فإذا أصاب به } بالودق { من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون } يفرحون. { وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم } المطر { من قبله } كرَّر " من قبل " للتَّأكيد { لمبلسين } آيسين. { فانظر إلى آثار رحمة الله } يعني: آثار المطر الذي هو رحمة الله تعالى { كيف يحيي الأرض } جعلها تنبت { بعد موتها } [يُبسها] { إنَّ ذلك } الذي فعل ذلك، وهو الله عزَّ وجلَّ { لمحيي الموتى }. { ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً } رأوا النَّبت قد اصفرَّ وجفَّ { لظلُّوا من بعده يكفرون } يريد: إنَّ الكفَّار يستبشرون بالغيث، فإذا جفَّ النَّبت ولم يحتاجوا إلى الغيث ظلُّوا يكفرون بنعمة الله عزَّ وجلَّ فلم يؤمنوا، ولم يشكروا إنعامه بالمطر. { فإنك لا تسمع الموتى } مضت الاية في سورة الأنبياء، والتي بعدها في سورة النمل.