الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ }

قوله تعالى: { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ } أعاد «كَلاَّ» وهو زجر وتنبيه، لأنه عَقَّب كل واحد بشيء آخر كأنه قال: لا تفعلوا، فإنكم تندمون، لا تفعلوا، فإنكم تستوجبون العقاب. وإضافة العلم إلى اليقين، كقوله تعالى:إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } [الواقعة: 95]. وقيل: اليقين هاهنا: الموت قاله قتادة. وعنه أيضاً: البعث لأنه إذا جاء زال الشك، أي لو تعلمون علم البعث. وجواب «لو» محذوف أي لو تعلمون اليوم من البعث ما تعلمونه إذا جاءتكم نفخة الصور، وانشقت اللُّحود عن جُثَثكم، كيف يكون حَشْركم؟ لشغلَكُم ذلك عن التكاثر بالدنيا. وقيل: { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ } أي لو قد تطايرتِ الصحف، فشقِيٌّ وسعيدٌ. وقيل: إن «كَلاَّ» في هذه المواضع الثلاثة بمعنى «أَلاَ» قاله ابن أبي حاتم، وقال الفرّاء: هي بمعنى «حَقًّا» وقد تقدّم الكلام فيها مستوفى.