قال الله تعالى: { وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } قيل: يريد جماعة المؤمنين إذا صفوا في الصلاة أو القتال في سبيل الله تعالى. وقيل: الطير، من قوله تعالى:{ وَٱلطَّيْرُ صَآفَّاتٍ } [النور: 41]. والصحيح: أنهم الملائكة. وهو قول ابن عباس وابن مسعود وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك وعامة المفسرين. أقسم الله تعالى بطوائف الملائكة [أو] بنفوسهم الصافات أقدامها في الصلاة، أو أجنحتها في الهواء واقفة ترتقب أمر الله عز وجل. قال ابن عباس: يريد: الملائكة صفوفاً صفوفاً، لا يعرف كل مَلَك منهم مَنْ إلى جانبه، لم يلتفت منذ خلقه الله تعالى عز وجل. { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } قال الربيع وقتادة: آيات القرآن. والصحيح: أنها الملائكة، وهو قول الذين تقدم ذكرهم وعامة المفسرين. يريد: فالزاجرات السحاب، أو فالزاجرات عن المعاصي زجراً. { فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } يريد: الملائكة. وقال ابن عباس: الأنبياء. أي: القارئات لكلام الله عز وجل وكتبه المنزّلة. قال قطرب: أقسم الله تعالى بثلاثة أصناف من الملائكة، وجواب القسم: { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ }. قرأ أبو عمرو في إدغامه الكبير وحمزة: { وَٱلصَّافَّاتِ صفاً } ، { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } ، { فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } ،{ وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً } [الذاريات: 1] بالإدغام فيهن. وعلة الإدغام: مقاربة التاء هذه الحروف من حيث أنها وإياهن من طرف اللسان وأصول الثنايا، ومن ترك الإدغام فلاختلاف المخارج. { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } خبر بعد خبر، أو خبر مبتدأ محذوف. و { ٱلْمَشَارِقِ } ثلاثمائة وستون مشرقاً، وكذلك المغارب، تشرق الشمس كل يوم في مشرق منها وتغرب في مغرب، ولا تطلع ولا تغرب في واحد يومين.