الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ } * { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ }

{ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفّاً } ، أي يصفون أنفسهم عند القتال صفاً ولا يزولون عن أماكنهم { كَأَنَّهُم بُنْيَـٰنٌ مَرْصُوص } ، قد رُصَّ بعضه ببعض أي ألزق بعضه ببعض وأحكم فليس فيه فرجة ولا خلل. وقيل أحكم كالرصاص. { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } ، من بني إسرائيل: { يٰقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي } ، وذلك حين رموه بالأدرة، { وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُم } ، والرسول يعظم ويكرم ويحترم، { فَلَمَّا زَاغُو } ، عدلوا عن الحق، { أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ } ، أمالها عن الحق، يعني أنهم لما تركوا الحق بإيذاء نبيهم أمال الله قلوبهم عن الحق، { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ الفَاسِقِين } ، قال الزجاج: يعني لا يهدي من سبق في علمه أنه فاسق.