الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }

قوله: { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ [إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ] } ، الآية.

المعنى: فما كان دعوى أهل القرية التي جاءها البأس إلا اعترافهم على أنفسهم بأنهم كانوا ظالمين.

و " الدَّعْوَى " في كلام العرب، على وجهين:

تكون: " الدُّعَاء " ، تقول:

" اللَّهُمَّ أَشْرِكْنَا فِي صَالِحِ دَعْوىَ مَنْ دعاك " ، قال الله: { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ } ، أي: دعاؤهم. وقال:فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ } [الأنبياء: 15]، أي: دعاؤهم.

والوجه الآخر: الإدعاء للحق.

و { دَعْوَاهُمْ } هنا، إنما قالوه حين عاينوا البأس، لا قبله ولا بعده. وذلك أن الرسل كانت تعدهم بالسطوة من الله وتخبرهم بأمارة ذلك وعلامته ليزدجروا، فلما عاينوا علامات ما أوعدوا به، أقروا بالظلم على أنفسهم.