الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ ٱلْفِيلِ } * { أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ } * { وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ } * { تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ } * { فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ }

القراءة: في الشواذ قراءة أبي عبد الرحمن ألم تر بسكون الراء. الحجة: قال ابن جني: إن هذا السكون بابه الشعر دون القرآن لما فيه من استهلاك الحرف والحركة قبله يعني الألف والفتحة من ترى أنشد أبو زيد:
قالَتْ سُلَيْمَى اشْتَرْ لَنا سَوِيقا   
يريد اشْتَرِ وأنشد:
قَدْ حَجَّ فِي ذَا الْعامِ مَنْ كانَ رَجا   فَاكْتَـرْ لَنـا كَرِيَّ صِـدْقِ فَالنَّجا
وأحْــذَرْ فَلا تَكْتَـرْ كَرِيّاً أعْرَجا   عِلْجـاً إذا ســارَ بِنــا عَفَنْجَـجا
فحذف كسرة اكْتَرْ في الموضعين. اللغة: أبابيل جماعات في تفرقة زمرة زمرة ولا واحد لها في قول أبي عبيدة والفراء كعبابيد وقال الكسائي: واحدها إبَّول مثل عجول وزعم أبو جعفر الرواسي أنه سمع في واحدها إبالة. الإِعراب: كيف فعل ربك منصوب بفعل على المصدر أو على الحال من الرب والتقدير ألم تَرَ أيَّ فعل فعل ربك أو أمنتقماً فعل ربك بهم أم مجازياً ونحو ذلك والجملة التي هي كيف فعل ربك سدّت مسدّ مفعولي ترى. قصة أصحاب الفيل أجمعت الرواة على أن ملك اليمن الذي قصد هدم الكعبة هو أبرهة بن الصباح الأشرم. وقيل: إن كنيته أبو يكسوم قال الواقدي: هو صاحب النجاشي جدّ النجاشي الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال محمد بن يسار: أقبل تبع حتى نزل على المدينة فنزل بوادي قبا فحفر بها بئراً يدعى اليوم بئر الملك قال وبالمدينة إذ ذاك يهود والأوس والخزرج فقاتلوه وجعلوه يقاتلونه بالنهار فإذا أمسى أرسلوا إليه بالضيافة فاستحيا وأراد صلحهم فخرج إليه رجل من الأوس يقال له أحيحة بن جلاح وخرج إليه من اليهود بنيامين القرظي فقال أحيحة: أيها الملك نحن قومك وقال بنيامين: هذه بلدة لا تقدر على أن تدخلها ولو جهدت قال ولمَ قال لأنها منزل نبي من الأنبياء يبعثه الله من قريش. قال ثم خرج يسير حتى إذا كان من مكة على ليلتين بعث الله عليه ريحاً فقصفت يديه ورجليه وشنجت جسده فأرسل إلى من معه من اليهود فقال ويحكم ما الذي أصابني قالوا حدثت نفسك بشيء قال نعم وذكر ما أجمع عليه من هدم البيت وإصابة ما فيه قالوا ذلك بيت الله الحرام ومن أراده هلك قال ويحكم وما المخرج مما دخلت فيه قالوا تحدث نفسك بأن تطوف به وتكسره وتهدي له فحدث نفسه بذلك فأطلقه الله. ثم سار حتى دخل مكة فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وكسا البيت وذكر الحديث في نحره بمكة وإطعامه الناس ثم رجوعه إلى اليمن وقتله وخروج ابنه إلى قيصر واستغاثته به فيما فعل قومه بأبيه وأن قيصر كتب له إلى النجاشي ملك الحبشة وأن النجاشي بعث له ستين ألفاً واستعمل عليهم روزبة حتى قاتلوا حمير قتلة أبيه ودخلوا صنعاء فملكوها وملكوا اليمن.

السابقالتالي
2 3 4 5