تفسير سورة القيامة، وهي مكية كلها { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله: { لآ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ } هذا قسم، وهي كلمة عربية: أقسم، ولا أقسم واحد. أراد القسم. قال: { وَلآ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }. ذكروا عن الحسن أنها نفس المؤمن لا تلقاه إلا وهو يلوم نفسه، ويقول: ماذا أردت بكلامي، وما أردت بحديث نفسي، فلا نلقاه إلا وهو يعاتبها [يندم على ما فات ويلوم نفسه]. قوله عز وجل: { أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ } وهو المشرك { أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ } أي: أن لن نبعثه. { بَلَى قَادِرينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ }. قال عمر بن عبد العزيز: { بَلَى قَادِرينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ } مفاصله. يعني البعث. وهو مثل قوله:{ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } [الأنفال:12] أي: كل مفصل. وقال بعضهم: { بَلَى قَادِرينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ } أي أصابعه فيجعلها مثل خف البعير أو كحافر الدابة، يعني في الدنيا. وتفسير مجاهد: كخف البعير فلا يعمل بها شيئاً. قال تعالى: { بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ } وهو المشرك { لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } قال الحسن: فلا تلقاه إلا يمضي قدماً، لا يعاتب نفسه كما يعاتبها المؤمن. ذكروا عن عمرو عن الحسن قال: يمضي على فجوره حتى يلقى ربه.