الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } * { وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ } * { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } * { فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

قوله تعالى: { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ } وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة وعامة المفسرين واللغويين: بقوة.

والأيْد والأداء: القول، وقد آدَ يَئِيدُ فهو أيْد.

{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } قال الحسن: لموسعون الرزق بالمطر.

وقال ابن زيد: لموسعون السماء.

وقال الزجاج: لموسعون ما بين السماء والأرض.

وقال الواحدي: وإنا لذو سعة لخلقنا.

المعنى: قادرون على رزقهم لا نعجز عنه، والموسع ذو الوسع والسعة، وهو الغنى والجدة.

{ وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا } بسطناها { فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ } أي: فنعم الماهدون نحن.

{ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } أي: ومن كل شيء من الحيوان خلقنا ذكراً وأنثى.

وقال الحسن: السماء والأرض، والليل والنهار، والشمس والقمر، والبر والبحر، والموت والحياة، فعدَّد أشياء وقال: كل اثنين منها زوج، والله تعالى فرد لا مثل له.

{ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } أي: فعلنا ذلك إرادة أن تتذكروا فتعرفوا عظمة الله وقدرته ووحدانيته وتشكروا نعمته.

ولما عرّف عباده عظمته وحكمته ووحدانيته وقدرته وإحسانه إليهم وإنعامه عليهم، بعد أن قصَّ عليهم أخبار الأمم المكذبة في الأيام الخالية، أمرَهم بالمبادرة إلى ثوابه والهرب من عقابه، فقال تعالى: { فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } أي: إلى طاعته من معصيته، { إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ } أي: من الله { نَذِيرٌ مُّبِينٌ }.

ثم زجرهم عن الشرك فقال: { وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ... } الآية.