الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ٱللاَّتِيۤ آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ ٱللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِيۤ أَزْوَاجِهِـمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

{ يا أيُّها النبي إنَّا أحْللنا لَك أزواجك اللاتي آتيتَ أجُورهنَّ } مهورهن كعائشة وحفصة وسودة، لأن المهر كالأجرة على الوطء وسائر الاستمتاع، وليس تعجيل المهور أو نقدها شرطا فى الاحلال، بل اختيار لما هو أفضل له، فله الوطء قبل الإعطاء، ولا ينافى هذا ما شهر أنه حل له التزوج بلا صداق، لأن المراد جوازه بلا صداق فيما أجازه الله تعالى، كزينب التى زوجه الله بها، وكاللاتى وهبن له أنفسهن كما يأتى بعد إن شاء الله تعالى، وقد قيل: ذكر المهور وإتياءها بناء على الواقع لا شرط، ولو تزوجهن بلا مهر لجاز، وأخذ بعض من الآية أنه لا يجوز له صلى الله عليه وسلم التزوج إلا بصداق منقود حاضر، مات صلى الله عليه وسلم عن تسع نسوة، وجميع ما تزوج أربع عشرة: خديجة بنت خويلد، وهى ثيب له، وهو بكر لها، ثم سودة بنت زمعة، ثم عائشة بمكة، ثم حفصة، ثم أم سلمة بنت أبى أمية، وأم حبيبة بنت أبى سفيان فى المدينة والست من قريش، وجويرة من بنى المصطلق، وصفية بنت حيى بن أخطب الإسرائلية، وزينب بنت جحش امرأة زيد بن حارثة أم المساكين، وكانت تأويهم، وهى أول من ماتت بعده من نسائه، وميمونة بنت الحارث الأسلمية، خالة ابن عباس، وزينب بنت خزيمة، وامرأة من بنى هلال وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم، وامرأة من كندة وهى التى استعاذت منه فطلقها، وامرأة من كلب، وهذا اختصار والبسط فى محله.

{ ومَا مَلَكت يَمينُكَ } من الإماء كجويرة وريحانة وزليخاء { ممَّا أفاء الله عَليْك } رده إليك من السبى، يختار من شاء منهن، ويتسراها بعد إسلامها، أو المراد ما يشمل الإهداء كمارية بنت شمعون رضى الله عنها أهداها إليه ملك الاسكندرية ومصر القبطى جريج بن مينا، وهدايا أهل الحرب للإمام لها حكم السبى، ووهبت له صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش أمة وتسراها، مع أنه لم يشاهد سبيها، ولعله اكتفى بتحقيق عبوديتها، أو بإقرارها، أو كانت مما أفاه الله عليه، تملكتها زينب، ثم وهبتها له، وكذا أخت مارية شيرين بالشين المعجمة أو المهملة، أهداها اليه الملك المذكور المقوقس مع مارية، ولو أسلمت قبل مارية لتسراها لرغبته فيها، والله أعلم، ولما تأخَّر اسلامها أعطاها رجلا.

{ وبناتِ عمِّك وبناتِ عمَّاتك وبناتِ خالِكَ وبنات خالاتك اللاتي هاجَرْن مَعَك } لأنهن أفضل من غيرهن للنسب والهجرة، ومعنى المعية أنهن هاجرن كما هاجر، وليس المراد أنهن هاجرن معه فى وقت واحد، واختلف فيمن آمن ولم يهاجر، وقد قدر على الهجرة إلا من عذره صلى الله عليه وسلم، فقيل: مشرك فلا تحل من لم تهاجر مع القدرة، ويدل لذلك أنه خطب أم هانئ فاعتذرت فعذرها، قال: فنزل { يا أيها النبي } الى قوله تعالى: { هاجرن معك } فلم أى أحل له، لأنى لم أهاجر، وقول الصحابية حجة، وبحث بأنها لم تسنده، رواية، ولعله مفهومها من الآية والحال، ويتقوى ما ذكرت بما روى أنها بعد ما اعتذرت رجعت اليه فقال: أما الآن فلا، لأنك لم تهاجرى، والله تعالى أنزل إلىَّ { يا أيها النبي } إلى { هاجرن معك }.

السابقالتالي
2 3 4 5