[ { قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِي سَوَآءِ الْجَحِيمِ } أي: في وسط الجحيم. قال بعضهم: فوالله لولا أن الله عرّفه إياه ما كان ليعرفه؛ لقد تغيَّر حِبَره وسَبِره. وقال مجاهد: { إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ } ] أي: شيطان. ذكروا أن كعباً قال: إن بين الجنة والنار كُوىً، فإذا أراد الرجل من أهل الجنة أن ينظر إلى عدوّ له من أهل النار اطّلع فرآه، وهو قوله:{ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَاكِهِينَ } [المطففين: 29 - 31] يعني المشركين.{ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلآءِ لَضَآلُّونَ } [المطففين: 32]. قال الله:{ وَمَآ أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } [المطففين: 33] يعني في الآخرة{ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَآئِكِ } [المطففين: 34 - 35] أي: على السرر{ يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [المطففين: 35 - 36] قال الحسن: هذه والله الدُّولة. قوله عز وجل: { قَالَ تَاللهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ } أي: لتباعدني من الله. يقول: تالله لقد كدت تغويني. يقوله المؤمن لصاحبه. وقال مجاهد: يقوله المؤمن لشيطانه. { وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي } أي: الإِسلام { لَكُنتُ مِنَ المُحْضَرِينَ } أي: معك في النار.