قوله تعالى: { فَلَمَّآ آسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } روى الضحاك عن ابن عباس: أي غاظونا وأغضبونا. وروى عنه عليّ بن أبي طلحة: أي أسخطونا. قال الماوردِيّ: ومعناهما مختلف، والفرق بينهما أن السخط إظهار الكراهة، والغضب إرادة الانتقام. القشيريّ: والأسف هاهنا بمعنى الغضب والغضب من الله إما إرادة العقوبة فيكون من صفات الذات، وإما عين العقوبة فيكون من صفات الفعل وهو معنى قول الماوردي. وقال عمر بن ذَرّ: يأهل معاصي الله، لا تغترّوا بطول حلم الله عنكم، وٱحذروا أسفه فإنه قال: «فَلَمَّا آسَفُونَا ٱنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ». وقيل: «آسَفُونَا» أي أغضبوا رسلنا وأولياءنا المؤمنين نحو السحرة وبني إسرائيل. وهو كقوله تعالى:{ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ } [الأحزاب: 57] و{ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ } [المائدة: 33] أي أولياءه ورسله.