الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }

{ فى مقعد صدق } خبر بعد خبر وهو من اضافة والصدق بمعنى الجودة والمعنى فى مكان مرضى ومجلس حق سالم من اللغو والتأثيم بخلاف مجالس الدنيا فقل ان سلمت من ذلك { عند مليك } المراد من العندية قرب المنزلة والمكانة دون قرب المكان والمسافة والمليك ابلغ من المالك وهو بالفارسية بادشاه، والتنكير للتعظيم والمعنى حال كونهم مقربين عند عزيز الملك واسعه لايقادر قدر ملكه فلا شىء الا وهو تحت ملكوته فأى منزلة اكرم من تلك واجمع للغبطة كلها والسعادة بأسرها { مقتدر } قادر لايعجزه شىء عال امره فى الاقتدار وفى التأويلات النجمية يعنى المتقين بالله عما سواه فى جنات الوصلة وانهار مياه المعرفة والحكمة ينغمسون فيها ويخرجون منها درر المعارف ولآلىء العوارف فى مقعد صدق هو مقام الوحدة الذاتية فى مقام العندية كما قال عليه السلام " اتيت عند ربى يطعمنى ويسقينى " ودر كشف الاسرار آرده كه كلمة عند رقم تقريب وتخصيص دارد يعنى اهل قرب فردادران سرايدان اختصاص خواهند داشت وحضرت بيغمبر عليه السلام امروز درين سرا مخصوص بآن بوده كه ابيت عبد ربى وجون رته كه فردا خواص بان نازند امروز باى ادناى وى بوده بس از مرتبه اعلاى فرداى اوكه نشان تواند داد
اى محرم سر لايزالى مرآت جمال ذى الجلالى مهمان ابيت عند ريى صاحب دل لاينام قلبى از قربت حضرت الهى هستى بمثابه كه خواهى قربى بمارتش نسنجد در حوصله خرد نكنجد كم كشته بود عبارت آنجا بلكه نرسد عبارت آنجا   
وفى الآية اشارة الى ان تقوى توصل العبد الى جنات الدرجات وانهار العلوم والمعارف الحقيقية الالهية ثم الى مقام الصديقين ثم الى مقام الوحدة الذاتية المشار اليها بالعندية قال الامام جعفر الصادق رضى الله عنه مدح الله المكان بالصدق فلا يقعد فيه الا اهل الصدق وهو المقام الذى يصدق الله فيه وعده لاوليائه بأن يبيح لهم النظر الى وجهه الكريم قيمت وعز آن بقعه نه بمرع بريان وجوى روان وخيران حسان است بلكه بديدار جنانكه قيمت صدق بدر شاهوار كما قيل
وما عهدى بحب تراب ارضر ولكن من يحل بها حبيب   
اى خوشا عيشا كه مؤمنانراست دان مجلس انس وحظيره قدس باديه انتظار بريده بكعبة وصال رسيده خلعت رضا يوشيده شربت سرور ازجشمه وفا نوشيده عيش بى عتاب ونعمت بى حساب وديدار بى حجاب يافته روى صالح بن حبان عن عبدالله بن بريدة انه قال فى هذه الآية ان اهل الجنة يدخلون كل يوم مرتين على الجبار تعالى فيقرأون عليه القرءآن وقد جلس كل امرىء منهم مجلسه الذى له ومجلسى على منابر الدر والياقوت والزمرد والذهب والفضة باعمالهم فلم تقر اعينهم بشىء قط كما تقر اعينهم بذلك ولم يسمعوا شيأ اعظم ولا أحسن منه ثم ينصرفون الى رحالهم ناعمين قريرة اعينهم الى مثلها من الغد قال بعضهم المراد بمن فى الآية هم الذين لاتحجبهم الجنة ولا النعيم ولا شىء عنه تعالى قال البقلى يا أخى هؤلاء غرباء الله فى الدنيا والآخرة ادخلهم فى اغرب المنازل وهو مقام المجالسة معه بحيث لايطلع عليه الا اهل الصدق فى طلبه وهم فقرآء المعرفة الذين قال عليه السلام فيهم

السابقالتالي
2 3