الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } * { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَٱدْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ }

قوله: { ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } ، إلى: { ٱلْمُحْسِنِينَ }.

المعنى: ادعوا، أيها الناس، ربكم مستكينين له، مخلصين متخشعين سراً في أنفسكم، { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ }.

ثم قال: { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ }. أي: لا تشركوا. والفساد هنا: الشرك.

{ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا }. أي: بعد إصلاح الله (تعالى) إياها لأهل طاعته، بأن بعثت إليهم نبياً، ينذرهم ويبشرهم.

{ وَٱدْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً }. أي: خوفاً من عقابه، وطمعاً في رحمته.

/ { إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ [مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ] }. أي: ثواب الله قريب من المحسنين وإنما وصفه (بالقرب)؛ لأنه ليس بينهم وبينه إلا أن يفارقوا الدنيا.

وفي حرف: " الهاء " في { قَرِيبٌ } ستة أقوال:

أحسنها أن " الرحمة " و " الرحم " بمعنى.

وقال الفراء: (إنما أتى { قَرِيبٌ } ) بغير " هاء " ليفرق بينه وبين قريب من النسب.

ويلزمه ألا يجوز فيه إدخال " الهاء " ، وإدخالها جائز عند جميع النحويين لو كان في كلام.

وقال الزجاج: حذفت " الهاء "؛ لأنه ثأنيث غير حقيقي.

ومذهب أبي عبيدة: أن تذكير { قَرِيبٌ } ، على تذكير المكان.

ويلزمه على هذا نصب { قَرِيبٌ }.

وقيل: " الرحمة " هنا: المطر، فَذُكِّر حملاً على المعنى.

وقيل: هو مذكر على النسب كما يقال: امرأة طالِقٌ وحائِضٌ.