الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ }

قوله تعالى: { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ } نزلت في خُزاعة وكنانة فإنهم زعموا أن الملائكة بنات الله، فكانوا يقولون ألحقوا البنات بالبنات. { سُبْحَانَهُ } نزّه نفسه وعظمها عما نسبوه إليه من اتخاذ الأولاد. { وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } أي يجعلون لأنفسهم البنين ويأنفون من البنات. وموضع «ما» رفع بالابتداء، والخبر «لهم» وتم الكلام عند قوله: «سبحانه». وأجاز الفراء كونها نصباً، على تقدير: ويجعلون لهم ما يشتهون. وأنكره الزجاج وقال: العرب تستعمل في مثل هذا ويجعلون لأنفسهم.