قوله تعالى: { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } جائز أن يكون على ظاهره، على معنى: ضربنا لهم الأمثال تقريباً إلى أفهامهم وتنبيهاً لهم واحتجاجاً عليهم. وجائز أن يكون المعنى: ولقد وصفنا لهم كل صفة كأنها مثل في غرابتها [وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة الشأن] كصفة المبعوثين يوم القيامة [وقصتهم] وما يقولون وما يقال لهم. { وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ } خارقة { لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } لقسوة قلوبهم وبنوّ طباعهم عن قبول الحق ومجّ أسماعهم حديث الآخرة. { إِنْ أَنتُمْ } أي: ما أنتم يا محمد وأصحابك { إِلاَّ مُبْطِلُونَ }. { كَذَلِكَ } أي: مثل ذلك الطبع { يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } أي: على قلوب الجهلة بالله تعالى وبصفاته وبما جاءت به رسله. { فَٱصْبِرْ } يا محمد على أذاهم وعداوتهم { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } تعالى بصبرك وظهور دينك وإعلاء كلمتك { حَقٌّ } لا بد من وقوعه وإنجازه. { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ } وقرأتُ ليعقوب بسكون النون وتخفيفها. والمعنى: لا يستخفنَّ رأيك وحلمك. وقال الزجاج: لا يستفزَّنَّكَ عن دينك. { ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } [بالبعث] والجزاء. وبعض المفسرين يقول: الأمر بالصبر منسوخ بآية السيف. وقد سبق الكلام على أمثالها.