الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ }

قوله: { ٱلْمَتِينُ }: العامَّةُ على رفعِه. وفيه أوجهٌ: إمَّا النعتُ للرزَّاق، وإمَّا النعتُ لـ " ذو " ، وإمَّا النعتُ لاسم " إنَّ " على الموضع، وهو مذهبُ الجَرْميِّ والفراءِ وغيرِهما، وإمَّا خبرٌ بعد خبرٍ، وإمَّا خبرُ مبتدأ مضمرٍ. وعلى كل تقدير فهو تأكيدٌ لأن " ذو القوة " يُفيد فائدتَه. وقرأ ابن محيصن " الرازق " كما قرأ " وَفِي ٱلسَّمَآءِ رازِقُكُمْ " كما تقدَّم. وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش " المتينِ " بالجر فقيل: صفة للقوة، وإنما ذَكَّر وصفَها لكونِ تأنيثها غيرَ حقيقي. وقيل: لأنها في معنى الأَيْد. وقال ابن جني: " هو خفضٌ على الجوارِ كقولِهم: " هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ " يعني أنه صفةٌ للمرفوع، وإنما جُرَّ لَمَّا جاور مجروراً. وهذا مرجوحٌ لإِمكانِ غيرِه، والجِوارُ لا يُصار إليه إلاَّ عند الحاجة.