الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ }

قوله عز وجل { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً } يعني في نقض العهد.

{ فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَآءٍ } أي فألق إليهم عهدهم حتى لا ينسبوك إلى الغّدر. بهم. والنبذ هو الإلقاء. قال الشاعر:

فهن ينبذن من قول يصبن به   مواقع الماء من ذي الغلة الصادي
وفي قوله تعالى { عَلَى سَوَآءٍ } خمسة أوجه:

أحدها: على مهل، قال الوليد بن مسلم.

والثاني: على محاجزة مما يفعل بهم، قاله ابن بحر.

والثالث: على سواء في العلم حتى لا يسبقوك إلى فعل ما يريدونه بك.

والرابع: على عدل من غير حيف، واستشهد بقول الراجز:

فاضرب وجوه الغد والأعداء   حتى يجيبوك إلى السواء
أي إلى العدل.

والخامس: على الوسط واستشهد قائله بقول حسان:

يا ويح أنصار النبي ورهطه   بعد المغيب في سواء الملحد
وذكر مجاهد أنها نزلت في بني قريظة.