الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

{ يا أيها النبى قل لازواجك } اى نسائك وكانت تسعا حين توفى عليه السلام وهن عائشة وحفصة وام حبيبة وام سلمة وسودة وزينب وميمونة وصفية وجويرية وقد سبق تفاصيلهن نسبا واوصافا واحوالا { وبناتك } وكانت ثمانى اربعا صلبية ولدتها خديجة وهى زينب ورقية وام كلثوم وفاطمة رضى الله عنهن متن فى حياته عليه السلام الا فاطمة فانها عاشت بعده ستة اشهر. واربعا ربائب ولدتها ام سلمة وهى برة وسلمة وعمرة ودرة رضى الله عنهن { ونساء المؤمنين } فى المدينة { يدنين عليهن من جلابيبهن } مقول القول والادناء. نزديك كردن من الدنو وهو القرب. والجلباب ثوب اوسع من الخمار دون الرداء تلويه المرأة على رأسها وتبقى منه ما ترسله الى صدرها بالفارسية جار ومن للتبعيض لان المرأة ترخى بعض جلبابها وتتلفع ببعض والتلفع جامه بسر تاباى دركرفتن والمعنى يغطين بها وجوههن وابدانهن وقت خروجهن من بيوتهن لحاجة ولا يخرجن مكشوفات الوجوه والابدان كالاماء حتى لا يتعرض لهن السفهاء ظنا بانهن اماء. وعن السدى تغطى احدى عينيها وشق وجهها والشق الآخر الا العين { ذلك } اى ما ذكر من التغطى { ادنى } اقرب { ان يعرفن } ويميزن من الاماء والقينات اللاتى هن مواقع تعرض الزناة واذاهم كما ذكر فى الآية السابقة { فلا يؤذين } من جهة اهل الفجور بالتعرض لهن. قال انس رضى الله عنه مرت لعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة وقال يالكاع تتشبهين بالحرائر القى القناع { وكان الله غفورا } لما سلف من التفريط وترك الستر { رحيما } بعباده حيث يراعى مصالحهم حتى يراعى مصالحهم حتى الجزئيات منها. وفى الاية تنبيه لهن على حفظ انفسهن ورعاية حقوقهن بالتصاون والتعفف. وفيه اثبات زينتهن وعزة قدرهن { ذلك } التنبيه { ادنى ان يعرفن } ان لهن قدرا ومنزلة وعزة فى الحضرة { فلا يؤذين } بالاطماع الفاسدة والاقوال الكاذبة { وكان الله غفورا } لهن بامتثال الاوامر { رحيما } بهن باعلاء درجانهن كما فى التأويلات النجمية. واعلم انه فهم من الآية شيآن. الاول ان نساء ذلك الزمان كن لا يخرجن لقضاء حوائجهن الا ليلا تسترا وتعففا واذا خرجن نهارا لضرورة يبالغن فى التغطى ورعاية الادب والوقار وغض البصر عن الرجال الاخيار والاشرار ولا يخرجن الا فى ثياب دنيئة فمن خرجت من بيتها متعطرة متبرجة اى مظهرة زينتها ومحاسنها للرجال فان عليها ما على الزانية من الوزر قال الشيخ سعدى قدس سره
جوزن راه بازار كيرد بزن وكرنه تودر خانه بنشين جوزن زبيكانكان جشم زن كورباد جو بيرون شداز خانه در كورباد   
وعلامة المرأة الصالحة عند اهل الحقيق ان يكون حسنها مخافة الله وغناها القناعة وحليها العفة اى التكفف عن الشرور والمفاسد والاجتناب عن مواقع التهم.

السابقالتالي
2