الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } * { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } * { تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } * { وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَٰرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } * { وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } * { رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ }

ثم دلّهم على البعث، وقدرته عليه بما يشاهدونه من عجائب المخلوقات وعظائمها، فقال تعالى: { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } بناءً عجيباً متناسباً، لا يفتقر إلى علاقة ولا دعامة، { وَزَيَّنَّاهَا } بالشمس والقمر والنجوم، { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } صدوع وشقوق. فإن [في] ذلك أثر القدرة الباهرة والحكمة البالغة.

{ وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } بسطناها { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ } جبالاً ثوابت، وأنشدوا:
رَسَا أصْلُه تحت الثَّرَى وسَمَا به    إلى النجم فرعٌ لا يُنالُ طويل
{ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } أي: من كل نوع حسن يبهج الناظر إليه. تقول: أبْهَجَنِي هذا الأمر؛ إذا سرَّك.

قوله تعالى: { تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ } مفعول له.

قال الزجاج: أي فعلنا ذلك ليبصر به ويدل على القدرة.

{ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } قال قتادة: تائب إلى ربه.

وقال السدي: مخلص.

{ وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } يعني: المطر { مُّبَٰرَكاً } كثير الخير والبركة، { فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ } بساتين { وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } وهو كل ما يحصد، [حُصِدَ أو لم] يُحْصَد.

و " الحصيد ": نعتٌ " للحَبّ " ، إلا أنه خُرِّجَ مخرج الإضافة، كقولهم: بارحة الأولى أو حب النبت الحصيد. وقد سبق نظائر هذا في مواضع.

{ وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ } أي: [طوالاً] { لَّهَا طَلْعٌ } وهو أول ما يبدو من ثمار النخل { نَّضِيدٌ } منضود متراكم، وذلك قبل أن يتفتح، فإذا خرج من أكمامه وتفرَّق فليس بنضيد.

{ رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ } مفعول له.