قوله: { إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ... } إلى قوله { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } أي إنما يقولونه بأفواههم وقلوبهم ليست على الإيمان. { ٱتَّخَذُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } اجتنوا بها أي استتروا حتى لا يقتلوا ولا تسبى ذراريهم { فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } يعني بقلوبهم { سَآءَ } يعني بئس { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواْ } يعني أقروا بألسنتهم في العلانية { ثُمَّ كَفَرُوا } أي بقلوبهم { فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } ختم عليها ألا يؤمنوا. { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ } يعني في المنظر والهيئة { وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ } من قولهم لما أعطوا من الإيمان في الظاهر { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ } يعني أنهم أجساد ليست لهم قلوب آمنوا بها { يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ } وصفهم بالجبن عن القتال وانقطع الكلام ثم قال { هُمُ ٱلْعَدُوُّ } فيما أسروا { فَٱحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ } لعنهم الله { أَنَّى يُؤْفَكُونَ } كيف يصدون عن الإيمان. { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ } أي أخلصوا الإيمان { يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ } أي أعرضوا { وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ } عن دين الله { وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } مكذبون { سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ } الآية أخبر أنهم يموتون على النفاق فلم يستحل رسول الله أن يستغفر لهم بعد ذلك.