الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً }

{ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ } أي ساعاته، من نشأت أي ابتدأت. { أَشَدُّ وَطْأً }: أثبت قياما، يعني أن ناشئة الليل وهي ساعاته أوطأ للقيام وأسهل على المصلي من ساعات النهار، لأن النهار خلق لتصرف العباد فيه، والليل خلق للنوم والراحة والخلوة من العمل، فالعبادة فيه أسهل. وجواب آخر: أشد وطأ: أي أشد على المصلي من صلاة النهار، لان الليل خلق للنوم، فإذا أزيل عن ذلك ثقل على العبد ما يتكلفه فيه، وكان الثواب أعظم من هذه الجهة. وقرئت: أشد وطاء، أي مواطأة: أي أجدر أن يواطئ اللسان القلب، والقلب العمل. وقرئت أشد وطأ. وقيل هو بمعنى الوطء. وقال الفراء: لا يقال الوطء وما روي عن أحد ولم يجزه. { أَقْوَمُ قِيلاً }: أصح قولا، لهدوء الناس وسكون الأصوات.