الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } * { وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ }

{ وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } ، قرأ أبو جعفر وحفص عن عاصم ويعقوب: " والرُّجْز " بضم الراء، وقرأ الآخرون بكسرها وهما لغتان ومعناهما واحد. قال مجاهد وعكرمة وقتادة والزهري وابن زيد وأبو سلمة: المراد بالرجز الأوثان، قال: فاهجرها ولا تقربها. وقيل: الزاي فيه منقلبة عن السين، والعرب تعاقب بين السين والزاي لقرب مخرجهما، ودليل هذا التأويل قوله:فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَـٰنِ } [الحج: 30]. وروي عن ابن عباس أن معناه: اترك المآثم. وقال أبو العالية والربيع: " الرُّجْز " بضم الراء الصنم، وبالكسر: النجاسة والمعصية. وقال الضحاك: يعني الشرك. وقال الكلبي: يعني العذاب. ومجاز الآية: اهجر ما أوجب لك العذاب من الأعمال. { وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } ، أي: لا تعطِ مالكَ مصانعةً لتُعطى أكثر منه، وهذا قول أكثر المفسرين، قال الضحاك ومجاهد: كان هذا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة. قال الضحاك: هما رباءان حلال وحرام، فأمّا الحلال فالهدايا، وأما الحرام فالربا. قال قتادة: لا تعطِ شيئاً طمعاً لمجازاة الدنيا، يعني أعطِ لربك وأردْ به اللهَ. وقال الحسن: معناه لا تمنن على الله بعملك فستكثره، قال الربيع: لا تكثرن عملك في عينك فإنه فيما أنعم الله عليك وأعطاك قليل. وروى خَصيف عن مجاهد: ولا تضعف أن تستكثر من الخير، من قولهم: حبل متين إذاكان ضعيفاً، دليله قراءة ابن مسعود: " ولا تمنن أن تستكثر " قال ابن زيد معناه: لا تمنن بالنبوة على الناس فتأخذ عليها أجراً أو عرضاً من الدنيا.