الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ }

قوله: { فَآوَىٰ }: العامَّة على " آوى " بألفٍ بعد الهمزة رباعياً، مِنْ آواه يُؤْوِيْهِ. وأبو الأشهب " فأوَىٰ " ثلاثياً. قال الزمخشري: " وهو على معنيين: إمَّا مِنْ " أواه " بمعنى آواه. سُمع بعضُ الرعاة يقول: " أين آوي هذه " ، وإمَّا مِنْ أَوَىٰ له إذا رحمه " انتهى. وعلى الثاني قولُه:
4594- أراني - ولا كفرانَ لله - أيَّةُ   لنفسي لقد طالَبْتُ غيرَ مُنيلِ
أي: رحمةً لنفسي. ووجهُ الدلالةِ مِنْ قولِه: " يقول: أين آوي هذه "؟ أنه لو كان من الرباعي لقال: " أُؤْوي " بضم الهمزةِ الأولى وسكونِ الثانيةِ؛ لأنه مضارعُ " آوىٰ " مثل أَكْرَمَ، وهذه الهمزةُ المضمومةُ هي حرفُ المضارعةِ، والثانيةُ هي فاءُ الكلمةِ، وأمَّا همزةُ أَفْعَل فمحذوفةٌ على القاعدةِ، ولم تُبْدَلْ هذه الهمزةُ كما أُبْدِلَتْ في " أُوْمِنُ أنا " لئلا تثقلَ بالإِدغام، ولذلك نصَّ القراءُ على أنَّ " تُؤْويه " من قوله " وفَصيلتِه التي تُؤْويه " لا يجوزُ إبْدالُها للثِّقَلِ.