الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ وَمَا أَفَآءَ } رد { اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ } من بني النضير قيل ومن الكفرة من فدك { فَمَا أَوْجَفْتُمْ } اسرعتم ايها المسلمون والجملة جواب أو خبر من قيام الملزوم مقام اللازم والسبب مقام المسبب والاصل فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم لانكم لم تجروا. { عَلَيْهِ } أي على تحصيله { مِنْ } زائدة في الفعول { خَيْلٍ وَلارِكَابٍ } ما يركب من الابل غلب فيه كما غلب الراكب على راكبه ولا قاتلتم ولا تعبتم وما كانت إلا على ميلين من المدينة مشوا اليها بارجلهم وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحملا. { وَلَكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَآءُ } من اعدائه يقذف الرعب فتلك الاموال لرسوله لعدم القتال ولعدم القتال الكبير يضعها حيث يشاء خلق للعبادة وخلق لتوصل به اليه فهي له ينفقها كيف يشاء كما في الاية الثانية وكان الانصار طلبوا قسمها كسائر الغنائم غنائم القتال من غنيمة خيبر وغيرها فنزلت الآية فنسبها لنفسه والقرابة واليتامى والمساكين وابن السبيل لكل منهم خمس الخمس وله الباقي أعطى من المهاجرين ولم يعط منه انصارياً إلا اثنين لشدة فاقتهم ولشكواهم إياها أبا دجانة وسهل بن حيف وقيل ثلاثة ولم اطلع على اسم الثالث ثم رأيته الحارث بن الصمت وروي انه ما أخذ صلى الله عليه وسلم إلا قوت عياله وعن بعضهم نفقة سنة. وروي انه قيل للانصار إن شئتم أن اقسم لكم وتقربوا المهاجرين معكم في دياركم أو اقسم لهم النخل والدور والارض وعزلت فقالوا اقرهم في ديارنا واقم لهم النخل والدور والارض فجعلها له جميعا. { وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } يفتح بقتال وغيره وكذا الا شياء بفعلها بواسطة وغيرها.