الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ جَزَآءُ ٱلإِحْسَانِ إِلاَّ ٱلإِحْسَانُ }

تذييل للجمل المبدوءة بقولهولمن خاف مقام ربه جنتان } الرحمٰن 46، أي لأنهم أحسنوا فجازاهم ربهم بالإِحسان. والإِحسان الأول الفعلُ الحَسن، والإِحسان الثاني إعطاء الحَسن، وهو الخَير، فالأول من قولهم أَحسن في كذا، والثاني من قولهم أحسن إلى فلان. والاستفهام مستعمل في النفي، ولذلك عقب بالاستثناء فأفاد حصر مجازاة الإِحسان في أنها إحسان، وهذا الحصر إخبار عن كونه الجزاء الحقَّ ومقتضى الحكمة والعدل، وإلا فقد يتخلف ذلك لدى الظالمين، قال تعالىوتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } الواقعة 82 وقالفلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما } الأعراف 190. وعلم منه أن جزاء الإِساءة السوء قال تعالىجزاءً وفاقاً } النبأ 26.