الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ } ، يعنى اليهود، { وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلصَّابِئِينَ } ، وهم قوم يصلون للقبلة، يقرءون الزبور ويعبدون الملائكة، وذلك " أن سلمان الفارسى كان من جند سابور، فأتى النبى صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وذكر سلمان أمر الراهب وأصحابه، وأنهم مجتهدون فى دينهم يصلون ويصومون، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " هم فى النار " " ، فأنزل الله عز وجل فيمن صدق منهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعنى صدقوا، يعنى أقروا وليسوا بمنافقين، { وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلصَّابِئِينَ } { مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً } ، يقول: من صدق منهم بالله عز وجل، بأنه واحد لا شريك له، وصدق بالبعث الذى فيه جزاء الأعمال، بأنه كائن، { فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } من نزول العذاب، { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [آية: 62] عند الموت، يقول: إن الذين آمنوا، يعنى صدقوا بتوحيد الله تعالى، ومن آمن من الذين هادووا ومن النصارى ومن الصابئين، من آمن منهم بالله واليوم الآخر فيما تقدم إلى آخر الآية.